جلوبال فيرتيليتي- توسع باستثمارات ضخمة لبناء أكبر منظومة إخصاب في السعودية

أعلنت شبكة «جلوبال فيرتيليتي»، وهي مؤسسة سعودية إماراتية تعتبر من أسرع الكيانات توسعاً في ميدان مراكز الخصوبة والعلوم الوراثية الإنجابية في منطقة الشرق الأوسط، عن استحواذها على الحصة الأكبر في مركز «هيلث بلاس للإخصاب» بمدينة جدة، وذلك ضمن ثاني اتفاقية رئيسية لها في المملكة العربية السعودية خلال العام الحالي. هذه الخطوة تأتي كجزء من استراتيجيتها الطموحة للتوسع، وذلك بعد إبرامها لاتفاقية سابقة تضمنت الاستحواذ على مركز «بنون» في مدينة الرياض، حيث من المقرر دمج كلا المركزين تحت اسم «بنون»، ليصبحا تابعتين للشبكة.

تقدر قيمة الاستثمارات في هاتين الصفقتين بأكثر من مئة مليون ريال سعودي، أي ما يعادل سبعة وعشرين مليون دولار أمريكي، مما يمثل انطلاقة قوية نحو تأسيس أكبر تجمع لمراكز الإخصاب في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج العربي. جدير بالذكر أن مركز بنون في الرياض ومركز هيلث بلاس في جدة كانا جزءاً من مجموعة الرعاية الصحية التابعة لمجموعة M42 بين عامي ألفين واثنين وعشرين وألفين وأربعة وعشرين.

بفضل هذه الاتفاقات الهامة، تمكنت جلوبال فيرتيليتي من مضاعفة قدرتها التشغيلية، لتصبح قادرة الآن على تقديم ما يزيد على خمسة آلاف دورة علاجية سنوياً، مما يجعلها أكبر مزود مستقل لخدمات الإخصاب في أرجاء المملكة. بالإضافة إلى ذلك، يجري العمل حالياً على قدم وساق لإنشاء مركز رئيسي جديد في شمال مدينة الرياض، يمتد على مساحة ثلاثة آلاف وثمانمائة متر مربع، ومن المتوقع افتتاحه في شهر ديسمبر من العام الجاري، وسيوفر المركز خدمات متطورة في ميدان الإخصاب وعمليات أطفال الأنابيب والفحوصات الجينية، فضلاً عن أمراض الذكورة وخدمات متكاملة لصحة المرأة.

وبهذه المناسبة، أدلى مجد أبو زنط، المؤسس والرئيس التنفيذي لشبكة جلوبال فيرتيليتي، بتصريح جاء فيه: "إن توسعنا في أرجاء المملكة العربية السعودية يأتي في صميم رؤيتنا الاستراتيجية الرامية إلى بناء منظومة إقليمية متخصصة في مجال الإخصاب وصحة المرأة. وتحت لواء علامة «بنون» التجارية، نسعى جاهدين لجمع واستقطاب صفوة من أبرز استشاريي الخصوبة في المملكة، ضمن منظومة متكاملة مدعومة ببنية تحتية مخبرية عصرية وتقنيات طبية مبتكرة، مما يعزز تقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية في مجال الإخصاب وعلاج حالات تأخر الحمل".

تحظى شبكة جلوبال فيرتيليتي بدعم مؤسسي راسخ، إذ حصلت على تمويل رأسمالي ضخم بقيمة ستين مليون دولار من مؤسسات مالية مرموقة في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى عدد من المستثمرين البارزين. علاوة على ذلك، استحوذت شركة دبي للاستثمار، وهي شركة مدرجة في سوق دبي المالي، على حصة قدرها أربعة وثلاثون فاصل ثلاثة بالمائة في رأس مال جلوبال فيرتيليتي.

كما أضاف أبو زنط قائلاً: "نحن بصدد دراسة مجموعة من الفرص المستقبلية الواعدة في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، والتي نعتزم الاستحواذ عليها في المستقبل القريب. كما نخطط أيضاً لافتتاح مراكز جديدة في مدينتي الخبر وأبها، بالإضافة إلى مدن أخرى في المملكة، وذلك بالتعاون الوثيق مع شركائنا الاستثماريين. وسنواصل مسيرة التوسع بخطوات واثقة، مع التركيز الدائم على توظيف أحدث التقنيات المتطورة، وتحسين النتائج السريرية، وتوفير خدمات الخصوبة المتخصصة على نطاق أوسع وأكثر شمولاً".

من جانبه، أشار الدكتور عبدالعزيز محمد الشهراني، وهو أحد أبرز الاستشاريين المتخصصين في طب الخصوبة وعلاج حالات تأخر الحمل وأمراض الغدد الصماء التناسلية في المملكة العربية السعودية، ومؤسس مركز بنون في الرياض والمدير الطبي لمجموعة مراكز بنون، إلى التزايد الملحوظ في الطلب على تقنيات الإخصاب في المملكة، حيث صرح قائلاً: "نشهد زيادة مستمرة في عدد الأزواج الذين يلجؤون إلى العلاج، سواء كان ذلك بسبب تأخر الحمل الأولي أو الثانوي. كما نلاحظ انتشاراً للوعي بين الأفراد بشأن أهمية تحقيق التوازن بين تكوين الأسرة والحماية من الأمراض الوراثية. ومع هذا الطلب المتنامي، فإن الانضمام إلى شبكة متكاملة مثل جلوبال فيرتيليتي يمكننا من تقديم رعاية فائقة مدعومة بالبحث العلمي والابتكار، وذلك باستخدام أحدث التقنيات المتقدمة".

من جهته، أكد الدكتور فواز أديب إدريس، وهو أحد أبرز استشاريي طب الخصوبة وعمليات أطفال الأنابيب وعلاج حالات تأخر الحمل في المملكة العربية السعودية، والمدير التنفيذي لمركز بنون في جدة (الذي كان يُعرف سابقاً باسم مركز هيلث بلاس للإخصاب)، على الأهمية القصوى لتوسيع نطاق خدمات الإخصاب في المنطقة، حيث صرح قائلاً: "في ظل الانخفاض الملحوظ في معدلات الخصوبة في دول الخليج العربي، والارتفاع المتزايد في نسبة الأزواج الذين يواجهون صعوبات جمة في الإنجاب، والتي تقدر بأكثر من خمسة عشر بالمائة وفقاً للدراسات الحديثة، تتزايد الحاجة الماسة إلى خدمات إخصاب متطورة تلبي هذا الطلب المتنامي".

واستطرد قائلاً إن تأجيل الحمل بين الأزواج والضغوط الاقتصادية المتزايدة، بالإضافة إلى انتشار الأمراض المزمنة مثل السمنة ومتلازمة تكيس المبايض والأمراض التي تصيب الذكور، جميعها عوامل تؤثر بشكل كبير على هذا المشهد. وأضاف: "من خلال ضم مراكز الإخصاب المتخصصة تحت مظلة واحدة، سنعمل في بنون على توسيع نطاق الوصول إلى رعاية عالية الجودة ومخصصة لأكبر عدد ممكن من الأزواج، مع الارتقاء بمستوى خدمات الخصوبة لتواكب أحدث التقنيات الطبية المتوفرة وتلبية احتياجات المرضى في مجتمعاتنا. ويأتي ذلك في انسجام تام مع التوجهات الاستراتيجية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تركز بشكل أساسي على تعزيز الابتكار في مجال الرعاية الصحية وتسخير أحدث التقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي، من أجل تحسين فرص الإنجاب والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمرضى".